بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍۢ وَاتَّقُوا ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
صدق اللّٰه العلي العظيم
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيد العرب والعجم، المبعوث بخير الأديان، وعلى آله الطيبين الطاهرين، مصابيح الدجى، وسفن النجاة، ومعدن العلم والحكمة.
السيد رئيس هيأة التربية والتعليم العالي وعضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة الأستاذ الدكتور عباس رشيد الدده (دام توفيقه)،
السيد مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية المحترم،
السيد مساعد رئيس الجامعة للشؤون الإدارية المحترم،
الإخوة عمداء الكليات المحترمون،
الإخوة والأخوات معاونو العمداء، ورؤساء الأقسام والفروع العلمية، ومدراء أقسام رئاسة الجامعة المحترمون،
الإخوة والأخوات أعضاء الهيئات التدريسية المحترمون،
الإخوة والأخوات منتسبو الجامعة المحترمون،
الحاضرون الكرام جميعًا،
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته، وأسعد اللّٰه صباحكم بأفضل ما تتمنون من الخير والبركة. وأبارك لكم جميعًا ذكرى ولادة خاتم الأنبياء والمرسلين ومنقذ البشرية وبشيرها، الحبيب المصطفى محمد ﷺ، في هذه الأيام المباركة من شهر ربيع الأول، خصوصًا وأننا نشهد هذا العام مرور 1500 عام هجري على ولادة من جاء رحمةً للعالمين.
في هذا اليوم المبارك، ومع انطلاقة عام دراسي جديد، يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم جميعًا في مؤتمرنا العام السنوي الثاني، الذي يجمعنا بكم وأنتم نخبة من النفوس الطيبة والعقول النيرة التي نذرت نفسها لخدمة العلم والمعرفة والإنسانية. إن رسالتنا الأكاديمية – أساتذةً وموظفين – لا تنفصل عن رسالتنا الأخلاقية والإنسانية، وقدوتنا في ذلك مَن نعيش ذكرى ولادته الميمونة، حبيب قلوبنا وحبيب إله العالمين، أبي القاسم محمد صلى اللّٰه عليه وعلى آله، الذي قال: «إنما بُعثتُ معلّمًا».
فالتعليم – يا أحبتي – ليس مهنة فحسب، بل هو رسالة الأنبياء، وميراث الأوصياء، ومسؤولية عظيمة تتطلب إخلاصًا، وصبرًا، وحكمةً منا جميعًا.
أيها الإخوة الأعزاء، والأخوات العزيزات:
إن العام الدراسي الجديد يحمل في طياته تحديات متجددة، وفرصًا واعدة، ومسؤوليات جسيمة. ونحن نؤمن بأنكم جميعًا حجر الزاوية في العملية التعليمية، فأنتم من يغرس قيم التربية والأخلاق والنزاهة، والبحث، والتفكير في نفوس أبنائنا الطلبة الأعزاء.
وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
«قيمة كل امرئ ما يُحسن».
فمَن يُحسن التعليم، يُحسن بناء الإنسان، ومن يُحسن بناء الإنسان، يُحسن بناء الأمة.
ولعلنا نستذكر أيضًا قول الإمام الصادق عليه السلام:
«ليكن الناس عندك في العلم سواء، فإنك لا تدري من يستحقه».
وهذا يدعونا إلى العدل في التعليم، والإنصاف في التقييم، والرحمة في التوجيه. فكل طالب هو مشروع إنسان، وكل إنسان هو أمانة في أعناقنا.
وفي هذا السياق، أود أن أؤكد على مجموعة من الأولويات التي سنعمل عليها معًا هذا العام:
• تعزيز البحث العلمي: من خلال دعم المشاريع البحثية، وتوفير بيئة محفزة للنشر الأكاديمي الرصين.
• تطوير الأداء التدريسي: عبر الورش التدريبية، وتبادل الخبرات، وتبني أساليب تعليمية حديثة.
• الانفتاح على المجتمع: بتفعيل دور الجامعة في خدمة القضايا المجتمعية، وربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي.
• التعاون الدولي: من خلال بناء شراكات أكاديمية مع جامعات ومراكز بحثية عالمية.
• ترسيخ القيم المؤسسية: كالنزاهة، والشفافية، والاحترام المتبادل، والعمل بروح الفريق الواحد.
أيها الأحبة،
إننا نبدأ هذا العام الدراسي ونحن أكثر إصرارًا على تحقيق رؤيتنا في أن تكون جامعة العميد منارةً علمية مرموقة، ومركزًا للتميز الأكاديمي، وبيئةً حاضنةً للإبداع والابتكار. ولن يتحقق ذلك إلا بجهودكم، وتفانيكم، وإيمانكم العميق برسالتكم. وبمعنى أدق وأشمل… لن يتحقق ذلك إلا إذا كانت جميع أعمالنا تهدف إلى مرضاة اللّٰه سبحانه وتعالى.
فليكن العلم دليلنا، والنية الطيبة زادنا، والتعاون سبيلنا نحو مستقبل مشرق لجامعتنا بإذن اللّٰه.
أشكركم جميعًا على حضوركم، وأشكر جميع المخلصين على ما يقدمونه من عطاء لا يُقدَّر بثمن. وأسأل اللّٰه أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح، وأن يجعل هذا العام عامًا مليئًا بالنجاحات والإنجازات.
وختامها مسك دائمًا:
الشكر الجزيل للّه على جميع نعمائه، ولحبيبه وآله على منافذ الدعاء واللطف والرحمة.
شكر وامتنان للمرجعية الرشيدة ولسيدها المبجل آية اللّٰه العظمى سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) على رعايته لشؤون المؤمنين.
شكر وامتنان للمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (أدام اللّٰه عزَّه) لتوليه أمورنا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته.
