إنطباعات متباينة للطلبة في بدايةِ حياتهم الجامعية الجديدة
الإعلام والعلاقات/
ترك التحول في حياة الطلبة والطالبات من مرحلة الدراسة الإعدادية والانتقال إلى المرحلة الجامعية بكل ما تحمله من متغيرات، إنطباعات متباينة بين الطلبة، لاسيما الذين انخرطوا في دراسات علمية بحتة من الذين احتضنتهم جامعة العميد التابعة لهيأة التربية والتعليم العالي/العتبة العباسية المقدسة بكلياتها الثلاث (كلية الطب العام، وكلية طب الاسنان، وكلية التمريض)، فمنهم من يرى أنه ومنذ دخوله لأول مرة بوابة الجامعة أحس بتغيُّراتٍ جذرية طرأت على حياته الدراسية، فيما لاقى آخرون من سكنة الأقسام الداخلية من طلبة المحافظات بعض الصعوبات وهم يعيشون ليلتهم الأولى بعيدا عن بيوتهم، فضلاً على ما لمسه الطلبة من تغييرات في إسلوب تعامل أساتيذهِم الجدد مقارنة بمدرسي المرحلة الإعدادية.
يقول الطالب (مهدي عواد مهدي) في المرحلة الأولى من كلية التمريض : إنه شعر بتغيير حقيقي وجذري بعد دخولهِ الجامعة عما كانَ عليهِ في المرحلة الإعدادية.
وأضافَ إن ذلك التغيير كان واضحا من خلال طبيعة التعامل فيما بينهم كزملاء دراسة تجمعهم قاعات مشتركة جعلتهم يعيشون الحياة الجامعية الحقيقية بعد أن سمعوا عنها مُسبقاً من إخوانهم وأقاربهم ممن أكملوا الدراسة الجامعية.
أما من ناحية تعامل أساتيذ الجامعة معهم- والحديث للطالب مهدي - فإنه يختلف كثيرا عن تعامل مدرسيهم في الإعدادية، فالأستاذ الجامعي ينظر إليهم كباحثين جامعيين يحملون من الوعي والثقافة والنضج المعرفي ما يؤهلهم لتحمل المسؤولية، ولذلك تعاملهم معهم يكون بهذا المستوى العالي.
أما الطالب سجاد يوسف من محافظة النجف الأشرف وهو طالب في كلية طب الأسنان في المرحلة الأولى، يقول: إنه لاقى صعوبة في التأقلم مع الأجواء الجامعية التي انتقل إليها حديثا من ناحية المواد الدراسية الجديدة التي تعتمد اعتمادا كليا على اللغة الإنجليزية.
وأضاف قائلاً: في الأيام الأُولِ من دخولي الجامعة ومشاهدتي للقاعات الدراسية وما تضمه من أجهزة متطورة ومختبرات علمية حديثة، شعرت برهبة وسعادة في نفس الوقت، والرهبة متأتية من كوني لأول مرة سأتعامل مع هكذا مستلزمات دراسية، والمسؤولية التي علينا تحملها في تحقيق ما تصبو إليه عوائلنا، أما السعادة فكانت تصدُرُ من كوني حققت حلمي وحلم والديَّ في دخول كلية طب الأسنان، وتحديدا في جامعة العميد التي سمعنا عن حداثتها ورصانة وجودة التعليم فيها .
وتابع الطالب سجاد: إنه بدأ مع زملائه يعتادون على أجواء الحياة الجامعية شيئا فشيئا، لاسيما أنهم وجدوا أساتيذاً متفهمين لمشاعر الطلبة عند انتقالهم لأول مرة إلى الجامعة، فضلا على الأسلوب الراقي في التدريس، الذي يحاولون من خلاله إيصال المعلومة إلى الطالب بسهولة، ولا يخفي الطالب سجاد عن تغييرات أخرى طرأت على حياته وحياة زملائه في الجامعة، منها كيفية التعامل كزملاء جامعيين وشركاء في السكن، ومحاولة التحكم في تصرفاتهم فيما بينهم، لاسيما أن معهم زميلات يشاركنهم مقاعد الدراسة.
الحياة الجامعية هي حياة ثانية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى..
هذا ما تراه الطالبة (راوية معن) إحدى طالبات كلية طب الأسنان/ المرحلة الاولى، وأضافت إن أكبر تغيير طرأ على حياتها هو مبيتها في الليلة الأولى في الأقسام الداخلية بعيدا عن أهلها، ومشاركة طالبات لم يكن لها سابق معرفة بهن، فكان شعورا غريبا لدى جميع الطالبات إلى الحد الذي أدى إلى شعوري بتدهور حالتي الصحية؛ نتيجة فراق الأهل الذي أثر بي كثيرا، ولكن مع مرور الأيام بدأتُ مع زميلاتي نعتاد على هذه الحياة الجديدة التي ساعدتنا فيها المستلزمات التي وفرتها الجامعة لسكن الطالبات، فقد أشعرتنا بأننا نعيش في بيوتنا، فضلا على التعامل الأبوي للأساتذة ومشرفات الأقسام الداخلية الذينَ كان لهم دور كبير في تخفيف بعض مخاوفنا التي واجهتنا في أيامنا الأولى في الجامعة، وقد كان لتشجيع الأهل واتصالهم الدائم بي؛ لتحفيزي على الصبر والتطبع على الأجواء الجديدة أثرا كبيرا في الاعتياد على الوضع الجديد وتقبله.