تفاصيل الأخبار

كلمةُ رئيسِ جامعةِ العَميدِ الأستاذِ الدكتورِ جودت نوري الجشعمي في ملتقى اليومِ الجامعيِّ الأوّلِ للعامِ الدراسيِّ الجديد

9/21/2025 3:33 AM 156

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
﴿يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُوا۟ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُوا ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍۢ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾
صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيمُ.

الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ طَلَبَ العِلْمِ فَرِيضَةً، وَرَفَعَ أَهْلَ العِلْمِ دَرَجَاتٍ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا المُصْطَفَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، الَّذِينَ كَانُوا مَنَارَاتٍ لِلعِلْمِ وَالعَمَلِ وَالمُثَابَرَةِ.

السَّيِّدُ عُضْوُ مَجْلِسِ إِدَارَةِ العَتَبَةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ، وَرَئِيسُ هَيْئَةِ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ العَالِي فِيهَا، الأُسْتَاذُ الدُّكْتُورُ عَبَّاسُ رَشِيدُ الدَّدَهِ المُوسَوِي (دَامَ تَوْفِيقُهُ).

إِخْوَتِي الأَعِزَّاءُ فِي مَجْلِسِ الجَامِعَةِ المُوَقَّرِ المُحْتَرَمُونَ،
أَسَاتِذَتِي الأَفَاضِلُ المُحْتَرَمُونَ،
أَبْنَائِي وَأَحِبَّائِي وَأَعِزَّائِي طَلَبَةَ جَامِعَةِ العَمِيدِ…
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَأَسْعَدَ اللهُ صَبَاحَكُمْ بِأَفْضَلِ مَا تَتَمَنَّوْنَ مِنَ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ.

فِي البِدَايَةِ، أُحِبُّ أَنْ أَنْقُلَ إِلَيْكُمْ تَحِيَّاتٍ زَاكِيَاتٍ مِن لَدُنِ المُتَوَلِّي الشَّرْعِيِّ لِلعَتَبَةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ، سَمَاحَةِ السَّيِّدِ أَحْمَدَ الصَّافِي (دَامَ عِزُّهُ)، وَوَصَايَاهُ لَكُمْ بِالسَّعْيِ الدُّؤُوبِ لِطَلَبِ العِلْمِ وَالِالتِزَامِ بِالقِيَمِ التَّرْبَوِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ وَالأَخْلَاقِيَّةِ العَالِيَةِ.

أَيُّهَا الأَحِبَّةُ…
فِي هَذَا اليَومِ المُبَارَكِ، يَسْعَدُنِي وَيُشَرِّفُنِي – أَصَالَةً عَنْ نَفْسِي وَنِيَابَةً عَنْ قِيَادَاتِ وَمُنْتَسِبِي جَامِعَتِنَا الحَبِيبَةِ – أَنْ أُرَحِّبَ بِكُمْ جَمِيعًا فِي مُلْتَقَانَا هَذَا، مُلْتَقَى اليَومِ الجَامِعِيِّ الأَوَّلِ. وَبِكُلِّ فَخْرٍ وَاعْتِزَازٍ نُرَحِّبُ بِكُمْ يَا طَلَبَةَ جَامِعَةِ العَمِيدِ فِي مُسْتَهَلِّ عَامٍ دِرَاسِيٍّ جَدِيدٍ، عَامٍ تَتَفَتَّحُ فِيهِ العُقُولُ، وَتُزْهِرُ فِيهِ الطُّمُوحَاتُ، وَتُبْنَى فِيهِ اللَّبِنَاتُ الأُولَى لِمُسْتَقْبَلٍ وَاعِدٍ فِي مَيَادِينِ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ.

إِنَّ العِلْمَ لَيْسَ مَجَرَّدَ مَعْلُومَاتٍ تُحْفَظُ، بَل هُوَ نُورٌ يُهْتَدَى بِهِ، وَسِلَاحٌ يُدَافَعُ بِهِ عَنِ الحَقِّ، وَوَسِيلَةٌ لِعِمَارَةِ الأَرْضِ وَخِدْمَةِ الإِنسَانِ.

وَأَنْتُمْ – يَا طَلَبَةَ جَامِعَةِ العَمِيدِ – بِاخْتِصَاصَاتِكُمُ الطِّبِّيَّةِ وَالصِّحِّيَّةِ، اخْتَرْتُمْ طَرِيقًا عَظِيمًا: طَرِيقَ خِدْمَةِ الإِنسَانِ، وَتَخْفِيفِ آلاَمِهِ، وَحِمَايَةِ صِحَّتِهِ. وَهُوَ طَرِيقٌ لَا يَسْلُكُهُ إِلَّا مَنْ حَمَلَ فِي قَلْبِهِ نُورَ الرَّحْمَةِ، وَفِي عَقْلِهِ شَغَفَ المَعْرِفَةِ، وَفِي رُوحِهِ عَزْمَ الإِحْسَانِ.

قَالَ اللهُ تَعَالَى:
﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًا﴾
صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيمُ.

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ):
«مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ».
صَدَقَ رَسُولُ اللهِ (ص).

وَرُوِيَ عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ:
«العَالِمُ مَحْبُوبٌ عِنْدَ اللهِ، وَمُكْرَمٌ عِنْدَ المَلَائِكَةِ، وَمُبَارَكٌ عَلَى النَّاسِ».

فَأَنْتُمْ – أَيُّهَا الطَّلَبَةُ الأَعِزَّاءُ – تَسِيرُونَ فِي دَرْبِ إِحْيَاءِ النُّفُوسِ، وَتَخْفِيفِ الأَوْجَاعِ، وَهِيَ رِسَالَةٌ عَظِيمَةٌ اخْتَصَّكُمُ اللهُ بِهَا. فَمَا أَعْظَمَ مَكَانَتَكُمْ وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ لِلعِلْمِ فِي سَبِيلِ خِدْمَةِ النَّاسِ، وَرَفْعِ الجَهْلِ، وَمُدَاوَاةِ المَرْضَى.
• طَلَبَةُ الطِّبِّ: أَنْتُمْ حُمَاةُ الحَيَاةِ، تَدْرُسُونَ أَدَقَّ تَفَاصِيلِ الجَسَدِ البَشَرِيِّ لِتَكُونُوا سَنَدًا لِكُلِّ مَنْ أَنْهَكَهُ المَرَضُ، وَأَمَلًا لِكُلِّ مَنْ فَقَدَ الرَّجَاءَ.
• طَلَبَةُ طِبِّ الأَسْنَانِ: أَنْتُمْ صُنَّاعُ الاِبْتِسَامَةِ، تَجْمَعُونَ بَيْنَ الدِّقَّةِ الطِّبِّيَّةِ وَالجَمَالِ، لِتُعِيدُوا الثِّقَةَ وَالرَّاحَةَ لِكُلِّ مَنْ قَصَدَكُمْ.
• طَلَبَةُ التَّمْرِيضِ: أَنْتُمْ القَلْبُ النَّابِضُ لِلرِّعَايَةِ، تَسْهَرُونَ عَلَى رَاحَةِ المَرْضَى، وَتَزْرَعُونَ الطُّمَأْنِينَةَ فِي لَحَظَاتِ الأَلَمِ وَالضَّعْفِ، وَتَكُونُونَ أَوَّلَ مَنْ يُوَاسِي وَآخِرَ مَنْ يُغَادِرُ.
• طَلَبَةُ الصَّيْدَلَةِ: أَنْتُمْ أُمَنَاءُ العِلَاجِ، تَجْمَعُونَ بَيْنَ العِلْمِ وَالدِّقَّةِ، لِتَكُونُوا صِلَةَ الوَصْلِ بَيْنَ الدَّوَاءِ وَالشِّفَاءِ، وَبَيْنَ الأَمَلِ وَالهَنَاءِ.

فِي جَامِعَةِ العَمِيدِ، نُؤْمِنُ أَنَّ كُلَّ طَالِبٍ هُوَ مَشْرُوعُ قَائِدٍ، وَبَاحِثٍ، وَمُبْدِعٍ.
وَنَعِدُكُمْ بِأَنْ تَكُونَ هَذِهِ المُؤَسَّسَةُ بَيْتًا لِلعِلْمِ، وَمَنَارَةً لِلتَّمَيُّزِ، وَبِيئَةً حَاضِنَةً لِطُمُوحَاتِكُمْ، وَدَاعِمَةً لِمَسِيرَتِكُمُ العِلْمِيَّةَ وَالإِنسَانِيَّةَ. فَلْتَكُنْ هَذِهِ السَّنَةُ بَدَايَةً مُشْرِقَةً، مَلِيئَةً بِالإِنْجَازَاتِ وَالتَّجَارِبِ المُلْهِمَةِ.

مَرْحَبًا بِكُمْ مُجَدَّدًا فِي بَيْتِكُمُ الثَّانِي… وَلْتَبْدَأْ رِحْلَتُكُمْ نَحْوَ النَّجَاحِ وَالتَّمَيُّزِ وَالعَطَاءِ وَخِدْمَةِ الإِنسَانِيَّةِ، طَلَبًا لِمَرْضَاةِ اللهِ تَعَالَى، وَبِرًّا بِالوَالِدَيْنِ، وَوَفَاءً لِأُسَاتِذَتِكُمُ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَكُمُ الحَرْفَ وَالكَلِمَةَ وَالمَعْلُومَةَ.

شُكْرِي وَامْتِنَانِي لَكُمْ جَمِيعًا – أَيُّهَا الحَاضِرُونَ الكِرَامُ – عَلَى حِرْصِكُمْ أَنْ تَكُونُوا جُزْءًا فَاعِلًا فِي هَذَا المُلْتَقَى المُبَارَكِ.

دُعَائِي إِلَى البَارِي عَزَّ وَجَلَّ، تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، أَنْ يَحْفَظَكُمْ جَمِيعًا، وَيَحْفَظَ أَهْلَكُمْ وَأَحْبَابَكُمْ وَكُلَّ مُتَعَلِّقَاتِكُمْ، وَأَنْ يُبْعِدَ عَنْكُمُ السُّوءَ، وَيَرْزُقَكُمْ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ. وَعِنْدَمَا نَقُولُ لَكُمْ: “أَنْتُمْ أَبْنَاؤُنَا”، فَإِنَّنَا نَعْنِي هَذِهِ الكَلِمَةَ بِكُلِّ مَا تَحْمِلُ مِن مَعَانٍ. وَاللهُ مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

Copyright © AlAmeed 2018.All right reserved.Created by Al-Ameed Developer Team