كلمة المتولِّي الشرعيِّ للعتبة العباسية المقدَّسة سماحة العلَّامة السيد أحمد الصافي ( دام عزُه ) في مؤتمر جامعة العميد الدولي الثالث للعلوم الطبية
القاها رئيس هيأة التربية والتعليم العالي في العتبة المقدسة، وعضو مجلس إدارتها؛ أ. د. عباس رشيد الددة الموسوي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه وعلو مكانه؛ حمدا له بجميع محامده كلها على جميع نعمه كلها، وأزكى الصلاة وأتم التسليم على سيد من خلق، وصفوة من اصطفى، وعلى أهل بيته أهْلِ الذِّكْرِ وَأُولِي الاْمْرِ، محالّ معرفة الله، و سدنة رسالته وموضع هدايته
السلام على سفينة النجاة، بقيةِ الله في أرضه، والسلام عليكم أيها الحضور الكريم، بمقاماتكم المحمودة، وأسمائكم البهية، وصفاتكم الموقرة ورحمة الله تعالى وبركاته.. وبعد:
فلأننا نثقُ تماما بالعقل العراقي، وقدرتِه الطبيةِ وغيرها، نؤمن أننا سنكون به في الصدارة، وسننتقل في مجال التعليم الطبي الخاص إلى مصاف العالمية، ولذلك اشتقت رؤيتنا من هذه الثقة وهذا الإيمان، فكانت رسالتُنا هي رفد المشهد الصحي بملاكات تتحلى أولا بأخلاقيات مهنية وإنسانية، و بروح الانتماء والولاء المؤسسي، وتمتلك الكفاءة، والمعرفة والمهارات الطبية الأساسية اللازمة لتلبية حاجة الإنسان، لتسهم في تقديم رعاية نوعية، و تنمية المجتمع صحيا، وتكون قادرة على المنافسة في سوق العمل على وفق متطلبات الجودة والاعتماد الاكاديمي العالمية.
وبموجب ذلك استهدفنا تأهيلَ الخريجين تربويا وأخلاقيا وبما ينسجم مع قيم ديننا الحنيف، ومبادئه الإنسانية، و تبني توجهٍ تقنيٍ متميز في التعليم يهتم بالمتعلم والمحتوى والأهداف والطرائق والوسائل، وبما يتوافق مع متطلبات العصر، و تعزيزَ التميزِ في التعليم، من خلال تهيئة بيئة أكاديمية متكاملة آمنة ومستقرة، و تقديمَ برامجَ علميةٍ وتدريبية متميزة معتمدة محليا و دولياً، كذلك تبني استراتيجيات التعليم الطبي المستمر، الكفيلة بـتنمية الموارد البشرية وتطويرها، من خلال متابعة التدريب المتخصص لمهاراتهم وقدراتهم، و تشجيع النشاطات اللامنهجية، وغير الصفية على النحو الذي تتكامل به شخصية الطالب، و تشجيع البحث العلمي التطبيقي، وتسخيره لخدمة الانسان والمجتمع، وإنجاز برامج بحثية حول المشاكل الصحية، و تكوين شراكات استراتيجية مع المؤسسات الرصينة محليا ودوليا، وفتح آفاق التعاون العلمي والبحثي معه، والتشجيع عليها.
أيها الأخوة، بموجب هذه الرؤية والرسالة والأهداف، وترجمة لها، نلتَقِي هنا في مؤتمر جامعة العميد الدولي الثالث للعلوم الطبية تعلونا رغبةٌ هي أن نَمُـــــــــدَّهُ معكم بالعَزمِ والرعايةِ ليَأخذَ سبيلَه إلى مراقِي النجاحِ التي لن تكونَ إلاّ بالبحثِ العلميِّ وإلاّ بالمؤتمراتِ والملتقياتِ العِلْمِيَّةِ إدراكاً مِنَّا جميعاً بمدى أهميَّةِ تفعيلِ العَقلِ ودورِه في رسمِ المُستقبلِ الطبي الزاهِرِ الآمنِ، فالبحثُ العلميُّ هو حجرُ الزاويةِ في العلوم الطبية، فبِه تُدامُ معارفُها ويكونُ الاكتشافُ وتتوَسَّعُ المداركُ و تُنَمَّى القدراتُ وتُفتَحُ الآفاقُ الطبيةُ الجديدةُ، وبه يُرفَعُ مستوى الوعي مِمَّا يُسهِمُ في سلامة الفردِ وصحة المجتمع...
وفضلا عن ذلك فإنَّ البحثَ العلميَّ من خِلالِ مؤتمراتِه هذِه يَسْعَى إلى صناعةِ تَجَمُّعَاتٍ بشريَّةِ تَدعمُ العلائقَ العلميَّةَ وتُمَتِّنُ الأواصرَ البحثيَّةَ وتُرَصِّنُ جودتَه من خلالِ مَجَسَّاتِ التحكيمِ العلميِّ ومن خلالِ المراجعَةِ والمباحَثَةِ والتقييمِ
ومن فضائله أيضا، تحسينُ جوانبِ الحياةِ المختلفة، فلا شك أن نشرَ البحوثِ العلمية، هو ركيزةُ ذلك التحسينِ ومفتاحُه، ولا شك أيضا أن المؤتمراتِ العلميةَ هي وسيلةُ النشر العلمي الأسرعُ، والأكثرُ فاعليةً، بسبب تنوعِ الحضور، ونوعيّتِهم، وما يرافقها من وسائلَ إعلامٍ.. و تعريفِ المشهدِ العلميِّ والأكاديمي بالباحثين وتخصصاتِهم وما وصلوا إليه في حقل العلوم الطبية، والخبرة، وتوثيقِ الملكياتِ الفكريةِ والحقوقِ العلميةِ لأصحاب البحوث والدراسات.
ومن ثمَّ الوقوفُ عن كثبٍ على الصعوبات و التحديات في جوانب العلوم الطبية المتباينة.
وأخيرا يأتي دورُ النقاشِ والمداخلاتِ ليفتحَ أفقا جديدا، سواء أمامَ الباحث وزوايا كانت تحت الظل، أو أمامَ الآخرين، إذ تنبِّهُهُم إلى مجالات بالإمكان دراستُها، واطلاعُ الجميعِ على المستجدات في الحقول الطبية، والمتغيرات والتطورات.
لَعَلَّ الله جلَّ اسمُه أن يُوَفَّقَ جامعتنا جامعةَ العميد ولَعَلَّه بدعاءٍ صادقٍ إليه جَلَّتْ قدرتُه أن يَرعَى هذا الجمعَ ويُسَدِّدَه وينفخَ فيه نَفَحَاتِ النَّجاحِ ونرجوهُ أنْ يكيلَ عَنَّا الثناءَ الجزيلَ لِكُلِّ مَن أسهَمَ في إقامةِ هذا المؤتمرِ من لِجَانٍ علميَّةٍ وتحضيريَّةٍ وباحثينَ وشركاءَ ومشارِكينَ وحاضرينَ من داخل الوطن ومن خارجه
واللهُ وليّ التوفيقِ
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.